كنت أبحث في مكتبتي عن غرض ما، فوقع بين يدي دفتر صغير بحجم نصف الكف (نوتة) مخصص لكتابة أرقام الهاتف الثابت في عصر ما قبل الجوال وفي بداياته، عمر ذلك الدفتر الآن أكثر من ثلاثين سنة خلت!!.
وكان هذا الدفتر منزوع الغلافين، أوراقه بالية وبعض الصفحات ذاب حبر القلم على جوانب الصفحة، تاركاً بقعة على الصفحات الأخرى، وتباينت فيه ألوان الأقلام كتباين قصة كل من كتب اسمه في ذلك الدفتر، فأبحرت في موج من الذكريات مع أصحاب تلك الأرقام المدونة!!.
أحدهم كان مدوناً عندي اسمه ومكانته ومكانه ورقم هاتف عمله ومنزله، ولكنه توفي بمرض ورحل!!
ومنهم من قُتل غدراً وقُتل قاتله قصاصاً وعاصرت الحدثين، بل رأيت الجثتين وكان السبب سوء تفاهم تافه!
ومنهم من كان صديقاً حميماً ارتقى إلى مناصب عليا فانقطعت علاقتي به لأنه صار مهماً ومشغولاً!!.
ومنهم من كان موظفاً عالي الرتبة ثم ارتقى إلى مرتبة وزير ثم عُزل، وأصبح الآن يبحث عن متصل!!.
ومنهم صديق محدود الدخل فقير سعيد، عرفته أيام المرحلة الثانوية، لم ينل من الدنيا إلا يسيراً من المتاع، وإلى لحظة كتابة هذه الكلمات ما زال صديقاً يبحث عني ويسأل عن حالي، وما زال هو الصاحب الذي لم يتغير.
ومنهم من ترأس وساد على رؤوس الأشهاد، لكنه ظلم وبغى، واكتوى بظلمه كثير من الورى، وقد نُصح فما اهتدى، بل تمادى وطغى، وها هو الآن يجني ما جنى! كُفت يده وفُصل، وصدر أمر إحالته إلى السجن والمحاكمة.
هناك اسم لتربٍ لي في دفتري توقفت عنده كثيراً!! أستعيد ذكرياتي معه، فما كان إلا أن فاضت من عينيَّ دموع بسخاء ساخنة!.
فلقد كان صديق طفولة وما زال!
لا أذكره إلا وأذكر ضحكته وابتسامته التي أظنها لا تفارقه أبداً إلا عند نومه.
أحس بألم في ظهره يوماً فقُررت له عملية جراحية بسيطة ونتيجة خطأ طبي صار مشلولاً لا يتحرك فيه إلا رأسه ويداه فقط.
ويعيش الآن وحيداً في غرفة مع خادم يقلبه ويخدمه منذ أكثر من عشرين عاماً!. هجرته الابتسامة وهجره الأحباب والخلان وأصيب بخيبة وخذلان، ولولا اعتبارات شخصية لفصلت معاناته وآلمه ولكن كفى.
يا الله كم أتعبني هذا الدفتر الصغير!. وكم أوجعني استرجاع ذكريات الماضي!. وكم تملكني الفضول لمعرفة باقي قصص أسماء كتبتها، أين هم وماذا فعلوا وهل ماتوا؟
وكان هذا الدفتر منزوع الغلافين، أوراقه بالية وبعض الصفحات ذاب حبر القلم على جوانب الصفحة، تاركاً بقعة على الصفحات الأخرى، وتباينت فيه ألوان الأقلام كتباين قصة كل من كتب اسمه في ذلك الدفتر، فأبحرت في موج من الذكريات مع أصحاب تلك الأرقام المدونة!!.
أحدهم كان مدوناً عندي اسمه ومكانته ومكانه ورقم هاتف عمله ومنزله، ولكنه توفي بمرض ورحل!!
ومنهم من قُتل غدراً وقُتل قاتله قصاصاً وعاصرت الحدثين، بل رأيت الجثتين وكان السبب سوء تفاهم تافه!
ومنهم من كان صديقاً حميماً ارتقى إلى مناصب عليا فانقطعت علاقتي به لأنه صار مهماً ومشغولاً!!.
ومنهم من كان موظفاً عالي الرتبة ثم ارتقى إلى مرتبة وزير ثم عُزل، وأصبح الآن يبحث عن متصل!!.
ومنهم صديق محدود الدخل فقير سعيد، عرفته أيام المرحلة الثانوية، لم ينل من الدنيا إلا يسيراً من المتاع، وإلى لحظة كتابة هذه الكلمات ما زال صديقاً يبحث عني ويسأل عن حالي، وما زال هو الصاحب الذي لم يتغير.
ومنهم من ترأس وساد على رؤوس الأشهاد، لكنه ظلم وبغى، واكتوى بظلمه كثير من الورى، وقد نُصح فما اهتدى، بل تمادى وطغى، وها هو الآن يجني ما جنى! كُفت يده وفُصل، وصدر أمر إحالته إلى السجن والمحاكمة.
هناك اسم لتربٍ لي في دفتري توقفت عنده كثيراً!! أستعيد ذكرياتي معه، فما كان إلا أن فاضت من عينيَّ دموع بسخاء ساخنة!.
فلقد كان صديق طفولة وما زال!
لا أذكره إلا وأذكر ضحكته وابتسامته التي أظنها لا تفارقه أبداً إلا عند نومه.
أحس بألم في ظهره يوماً فقُررت له عملية جراحية بسيطة ونتيجة خطأ طبي صار مشلولاً لا يتحرك فيه إلا رأسه ويداه فقط.
ويعيش الآن وحيداً في غرفة مع خادم يقلبه ويخدمه منذ أكثر من عشرين عاماً!. هجرته الابتسامة وهجره الأحباب والخلان وأصيب بخيبة وخذلان، ولولا اعتبارات شخصية لفصلت معاناته وآلمه ولكن كفى.
يا الله كم أتعبني هذا الدفتر الصغير!. وكم أوجعني استرجاع ذكريات الماضي!. وكم تملكني الفضول لمعرفة باقي قصص أسماء كتبتها، أين هم وماذا فعلوا وهل ماتوا؟